شعبنا المسكين غدا يعاني من "النظام"، قد أثقلت الحكومة كاهله بقوانينها الصارمة. "ساهر" و "منع التدخين في المطارات والدوائر الحكومية" و "الأرقام المنظمة في الدوائر الحكومية"، و "الوقوف في الطوابير"، "والغرامات المالية على رمي القاذورات في الشارع"، وغيرها وغيرها وغيرها.
ماذا تريدون من هذا الشعب المسكين؟ أن يصبح حضارياً؟ أن تغرسوا فيه ثقافة النظام؟
إنه يعاني! "ساهر" غدا حديث المجالس. الشعب ساهر يفكر في ساهر.
الشعب يريد الموت على الطرقات في سبيل استعراضاته البهلوانية بالسيارات الفارهة. الشعب يريد التزاحم وخلق معارك على "الدور" في الدوائر الحكومية. الشعب اعتاد على رمي قاذوراته في الشارع دون رقيب، لأن هناك وافد وظيفته أن ينظف خلفه وسخه. الشعب غدا يستمتع بالتلوث البصري والسمعي والبيئي على حد سواء.
تخيلوا أن الحكومة منعت المواطن المسكين من التدخين في المطار في عز "خرمته" على سيجارة! بعد أن جارت عليه خطوط الطيران ومنعته من التدخين على متن طائراتها. منعته من إلحاق الضرر بالأطفال والعجائز والمرضى!
الفوضى واللامسؤولية ثقافة اجتماعية راسخة في مجتمعنا.
نستهلك في تنظيف سيارة كمية من الماء تروي أفريقيا كلها، فما بالك بتنظيف الـ "حوش"؟!
موائد فرح واحد نقيمه تطعم جوعى الصومال كلهم!
أشعلوا كل الأنوار في منازلكم العمرانة، فالكهرباء رخيصة!
والأسوأ من ذلك، إياك أن تتعب نفسك بالتصويب داخل الكرسي في الحمامات العامة، فهناك من سينظف وراءك.
وحين تتوضأ، فلتسق كل الأرض من حولك، فالماء رخيص!
لا تبال بالإرشادات التي تحذرك أن "أفضلية السير لمن بداخل الدوار". يا عزيزي، أفضلية السير لك أينما كنت، داخل الدوار، خارج الدوار، على الرصيف، على الإشارة، قاطعاً للإشارة، أياً يكن!
ارم قاذوراتك أينما شئت. أزعج الناس ببوق سيارتك متى شئت. ارفع صوت المسجل في شقتك كيفما تشاء. لا تبال بأحد.
وعندما تسافر في إجازتك السنوية إلى دول الغرب، تذكر أن تفعل كل المذكور أعلاه أثناء إقامتك. لتقضي ما تبقى من حياتك في السجن!! وتنفق ثرواتك كلها غرامات!
إن اتهمتموني أنني مع النظام ضد الشعوب، فهذا مدعاة فخر لي، ووسام على صدري.
نعم، أنا مع النظام، ومع كل نظام يفرض النظام. لأنه بالنظام فقط تنتظم حياة الشعوب.